Lecture 2
Talha Jebril journaliste soudannais
طلحة جبريل
” كازا ” بعد ستة أشهر
ذهبت إلى الدار البيضاء بعد انقطاع دام أزيد من ستة أشهر ، في مهمة أكاديمية.
قرأت في وجوه الناس شيئاً من الكآبة والهموم.
في محطة القطار لم أجد الصحف. توقعت أن أجد البائع المتجول الذي اعتدتُ منذ سنوات أن أقتني منه الصحف ، يركض في شارع “الجيش الملكي لأن معظم زبنائه من سائقي السيارات.لكن لم أجده هناك هو الآخر. من الواضح وجود مشكلة حقيقية بشأن قنوات توزيع الصحف.
المقاهي تعج بالزبناء على الرغم من حالة الإغلاق، لكن الكثير من المطاعم والحانات مغلقة .
انتشرت لافتات تحث الناس على الاقتراض، تجدها في جميع الشوارع والساحات. في كل زاوية هناك لافتة، وبين كل لافتة ولافتة..أكمل الجملة.
هذه الجائحة جعلت الكل يقترض .الأفراد يقترضون، الأسر تقترض، الدول تقترض.
أكثر ما يلفت الانتباه هو لغة اللافتات التي تحث الناس ان “يغرقوا” في الديون.ظني أن الناس تقترض هذه الأيام لتوفير الوجبات أو لتغطية مصاريف الدراسة.
التلاميذ في محنة سواء كانوا في المدارس العمومية أو الخاصة ، والطلاب كذلك .توقعت أن أصادف لوحة اشهارية تقول ” الكتب والأدوات حتى باب الدار”.
كان ذلك في زمن مضى .
هذه القروض لا تمول أي عملية شراء كما يتوهم المستهلكون، هي مثلاً لن تسدد لك أقساط المدارس أو المعاهد المتخصصة، كل ما هناك تقدم لك قرضاً وبنسبة فائدة مرتفعة وعليك تسديده بعد “الشهر المجاني” أي الشهر الذي لن تدفع فيه قسطاً.
لغة الاشهار في معظم اللافتات العامية أو الفصحى الممزوجة بالعامية، على الرغم من أن معظم الوكالات الإشهارية في العاصمة الاقتصادية تعتمد الفرنسية، لكن عندما يتعلق الأمر بالاقتراض تتلاشى لغة موليير وتلجأ إلى العامية او إلى سجع سمج على غرار” سلف سريع لا بد من تشجيع”.
البنوك وشركات القروض لا تريد ان تجرب ما يفعله العالم المتقدم، وهي بطاقات القروض المصرفية ، وليس بطاقات الأداء المؤجل المستعملة حالياً. (… )
ما يلفت الانتباه أن المسافرين بالقطارات اعتادوا على أسئلة على غرار “من أين أتيت وإلى أين أنت ذاهب” والسبب الفيروس اللعين، لو كنا نراه لخاض العالم ضده حرباً ضروساً.
بعد رحلة “كازا” عدت إلى الرباط مكتئباً .
طلحة جبريل صحافي سوداني
النص مأخوذ من صفحة الكاتب العمومية على الفايس بوك